نيويورك: توجيه التهم رسميا إلى 11 شخصا بالتجسس لصالح روسيا

وجه الادعاء العام في الولايات المتحدة التهمة رسميا الأربعاء إلى 11 شخصا بتشكيل شبكة تجسس تعمل لصالح روسيا على المدى الطويل، وذلك في الوقت الذي صدرت فيه تقارير عن صفقة محتملة لتبادل السجناء بين موسكو وواشنطن على نمط ما كان يجري بينهما خلال فترة الحرب الباردة.

ونقلت التقارير أن عشرة من المتهمين سيتم تجميعهم في نيويورك حيث ستجري محاكمتهم في محكمة اتحادية واحدة، بينما لا يزال الشخص الحادي عشر في الشبكة المزعومة متواريا عن الأنظار بعد أن تم الإفراج عنه بكفالة في قبرص بعد اعتقاله في وقت سابق.
تهم البنتاجون

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد وجَّهت تهم التآمر للمشبوهين الـ 11، وقالت إنهم كانوا مجندين من قبل روسيا كعملاء سرِّيين في الولايات المتحدة". كما اتهمت أيضا تسعة منهم "بتبييض الأموال".

هذا وتتراوح العقوبات التي قد يواجهها المتهمون بين السجن لخمسة أعوام، إذا ما أُدينوا بتهمة نقل معلومات، و25 عاما، لمن يُدان بتهمة تبييض الأموال.

واعتقل عشرة منهم في السابع والعشرين من شهر يونيو/حزيران الماضي في الولايات المتحدة بناء على شكوى من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، بينما لا يزال المتهم الحادي عشر فارا.
لا تعليق

في غضون ذلك، رفضت الحكومتان الروسية والأمريكية التعليق على تقارير تفيد بأن البلدين يستعدان لإبرام صفقة ممكنة لتبادل الجواسيس فيما بينهما.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت جيبس: "هذه قضية تتعلق بتطبيق القانون، حيث يجري التعامل معها بهذه الطريقة."

وذكرت التقارير أن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا اجتمعوا بشكل سري في كل من البلدين في إطار التحضير للصفقة المرتقبة، والتي قد تكون الأكبر من نوعها بين موسكو وواشنطن منذ عقود.

صفقة مرتقبة

وكانت تقارير قد نقلت عن ذوي إيغور سوتياجين، العالم المسجون في روسيا بتهمة التجسس لصالح الغرب، قولهم إنه نُقل إلى موسكو من المعسكر الذي كان معتقلا فيه في منطقة القطب الشمالي.

وقالوا أيضا إنه تم إبلاغهم بأنه سوف يتم الإفراج عن سوتياجين في إطار صفقة مرتقبة لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأشار أقارب سوتياجين إلى أنه يُعتقد أن عرض التبادل جاء بمبادرة من الولايات المتحدة، وأن الصفقة قد تتضمن إطلاق سراح سجناء آخرين في روسيا.

وقال ديميتري، شقيق إيغور سوتياجين، أنه علم من مسؤولين روس أن أخاه ضمن مجموعة من "الجواسيس الأجانب المسجونين في روسيا، والذين سيُطلق سراحهم مقابل تسلم الجواسيس الروس الذين اعتقلهم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) الشهر الماضي.

وأضاف قائلا إن مسؤولين روس التقوا بأخيه في سجنه في إركانجيلكس الواقع شمال غربي البلاد، وذلك بحضور مسؤولين أمريكيين، قبل أن يُنقل الى سجن ليفورتوفو بموسكو.
اعتراف

وأردف بالقول إن أخاه قبل التوقيع على اعتراف بالتهم المنسوبة إليه، رغم أنه يصر على براءته، ولا يريد مغادرة روسيا.

من جانبها، أكَّدت المحامية الروسية آنا ستافيتسكايا في مؤتمر صحفي عقدته في العاصمة الروسية موسكو أن موكلها سوتياجين قد أُبلغ بالفعل بأنه سوف يُطلق سراحه كجزء من عملية تبادل السجناء بين روسيا والولايات المتحدة.

وقالت ستافيتسكايا: "سوف تتم مبادلته بالأشخاص المتهمين بالتجسس في الولايات المتحدة."
إدانة سوتياجين

وأدين خبير الأسلحة الذي كان يعمل في معهد الولايات المتحدة وكندا، وهو مؤسسة مرموقة في موسكو، بالتجسس، إذ جاء في قرار الإدانة أنه سرَّب معلومات سرية عسكرية لشركة بريطانية يُزعم أنها تعمل كواجهة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

لكن الخبير الروسي نفى تهمة التجسس عن نفسه وقال إنه كتب تقريرا استند فيه إلى معلومات متاحة للعامة.

وكان سوتياجين قد اعتقل في 1999، ومن ثم حوكم وسجن في 2004 بعدما أن أُدين بافشاء أسرار حول غواصات نووية وأنظمة إنذار مضادة للصواريخ.